داعش ليسوا بالخوارج.. وتسميتهم خطأ
قد يبدو غريباً بعض الشيء؛ أن تبرز بعض الصحف العربية تقارير مُتخصصة ومقالات مُطولة حول "خوارج الإسلام"، وهي دوماً تُحذر من إستخدام الدين الإسلامي ومصطلحاته في العمل السياسي، فالقول بأنهم فئة تسعى للحكم السياسي، أو أنهم جماعات الإسلام السياسي، هو كلام مغلوط وغير خاضع لأمانة النقل العلمي. فالخوارج؛ هم فئة يسعون لإستبدال النظام السياسي القائم على الإسلام السُني بنظام سياسي قائم على غير المنهج السُني، أو بنظام سياسي غير إسلامي، والخروج هنا ليس من دائرة الإسلام، بل من دائرة المجتمع القائم على نهج إجتماعي وسياسي متوافق مع الدولة السُنية. وعادةً لا يقع الخلاف على حكم التعامل مع الخوارج، فقتالهم واجب بإتفاق عموم المسلمين، لأنهم شوكة في أمن المجتمع المسلم، ولكن الخلاف يقع على آلية تحديد فئة الخوارج، ومن هم الخوارج؟. فالخوارج هم فئة معلومة العين والنسب، بينما داعش جماعة لا نعلم من هم رجالهم ولا أنسابهم من قبائل العرب، وغالبيتهم من العجم، ولم نعهد لهم علماً أو طريقاً التمسوه بين العلماء المسلمين، وخاصة من العلماء العرب. وعليه؛ أعتقد أن وصف البعض لجماعة داعش بالخوارج فيه...