المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٩

الفسيفساء الفلسطينية

عادة لا يبدأ الفلسطينيون حديثهم عن القضية الفلسطينية إلا بعد أحداث عام 1948م، وهو ما رسّخ الفكرة المغلوطة في أذهان العرب والمسلمين بأن ما قبل هذا العام كان للفلسطينيين دولة مستقلة، أو أن هناك حضارة صنعها العرب والمسلمون قبل إعلان دولة إسرائيل. فلسطين هي أرض خارج جزيرة العرب، والقول الفصل بعروبتها "النقية" أمر ليس بالسهل، وأبلغ تشبيه لهذه الأرض هو لوحة "الفسيفساء"، فما من دين سماوي أو مذهب أو طائفة وحتى الطقوس اللا سماوية؛ إلا وكانت فلسطين تحت قبضة أنصار هذه المعتقدات في يوم ما من التاريخ القديم وحتى اليوم. كما ومن الصعب أيضاً نفي تاريخ القبائل العربية التي هاجرت إلى فلسطين ودورهم الذي لم يقل أهمية عن دور قبائل الجزيرة العربية آنذاك، فكانت رسالتهم واحدة بعد أن توافقوا على نشر الإسلام وحضارته العربية قبل أن يفترقوا شمالاً وغرباً. وهنا لست بصدد إثبات عروبة فلسطين، فالمسألة أصبحت نسبية تختلف من شخص إلى آخر وفق تعدد المفاهيم والمصطلحات لمكونات الهوية العربية وثوابتها؛ ففي حين وجود من يراها لغوية، فهناك من يراها عرقية. كما أن الهوية الوطنية الحديثة صهرت مكونا