المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢١

حلال فوبيا

لم تكن فتوى خامنئي بتحريم اللقاحات الطبية المصنوعة في بلاد غير المسلمين وليدة فكرة جديدة، بل هي مرتبطة بسلسلة فتاوى حول الطعام والشراب، والتي جدفها الخميني بعد توليه السلطة عام 1979 إلى شبكته العنكبوتية التي وقع فيها المسلمون السّنة أكثر من الشيعة أنفسهم تحت مسمى الإقتصاد الحلال. هذه الفتوى ليست عابرة بسذاجتها ليتداولها النشطاء العرب بالتهكم مثلما تناولنا الفتاوى الشيعية بالسخرية حول تحريم بعض الأطعمة بسبب عدم موالاتها لأهل البيت. إن الشريعة الإسلامية لها العديد من الأدبيات، من روائعها وهي مجتمعة بروح واحدة أنها لا تقبل الدونية بالإستهزاء لمذهب أو طائفة أو دين للتقليل من شأنهم، كما أن السطحية الفكرية تعمل على تضليل العقل العربي دون تقدمه بعمق للبحث عن الحقيقة بأسبابها وأهدافها. الطعام الحلال: أوضحت الشريعة الإسلامية باليُسر والمرونة فقه الحلال والحرام في المأكل والمشرب وفق فلسفة مرتبطة بمصلحة الإنسان الصحية التي أباحت طعام اليهود والمسيحيين. ورغم الإٍستثناءات القليلة، إلا أنها أباحت المواد المُستخرجة من اللحوم المحرمة بعد إستحالتها بالكلية، بمعنى تحول مادة الخنزير المحرمة لضرره

الشؤم الفلسطيني

لم يكن المجتمع الفلسطيني، حين صدر وعد بلفور عام 1917، بالصورة التي رسمها الإعلام العربي، وربما المسلسل السوري الشهير، التغريبة الفلسطينية، هو أكثر من ساهم في تصوير الشخصية الفلسطينية بالفّلاح الفقير المرتدي للثوب العربي والمتزين بالعقال التقليدي. الفلسطينيون كالفسيفساء المتعددة بالأعراق والألوان والأديان، منهم العرب، وفيهم الفرس والترك والهنود والأفارقة. ووفق رواية المؤرخ العراقي الأمريكي (متي موسى)، أن فلسطين أثناء استقرار الحكم التركي توافد إليها أوروبيون من اليونان وروسيا وصربيا وبلغاريا ورومانيا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا. إن اختزال القضية الفلسطينية بالمشهد العربي فقط، سياسياً وإعلامياً وفنياً، كان مدعاة لجلد الكثير من العرب لذاتهم القومية، لإعتقاد مغلوط ترسخ في عقولهم عبر التعليم "المخترق"، الديني والأكاديمي، أن فلسطين سقطت بسبب ضعف وتخاذل الشخصية العربية. مضمون وعد بلفور: الكثير من قرارات رئيس وزراء بريطانيا آرثر بلفور السياسية انطلقت من المحورين الديني والعرقي؛ فكتاب العهد القديم هو الذي أوحى له بتوطين اليهود في فلسطين. وعلى الرغم من التوصيات ا