المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٠

‏تصدير الثورة الفلسطينية

عادة ما تلتزم حركة "فتح" المُتربعة على عرش السلطة الفلسطينية الصمت تجاه تصريحات "حماس" المُعادية للدولة السعودية، أو ينحصر تنديدها فقط على مواقع التواصل الإجتماعي من شخصيات غير محسوبة رسمياً على السلطة الفلسطينية، بينما يكون رفضها واستنكارها لتصريحات حماس المُعادية لإسرائيل وأحياناً مصر العربية على كافة القنوات الرسمية الفلسطينية السياسية والإعلامية. ‏ورغم أن كافة تصريحات حماس السابقة كانت موالية لإيران بالوجه الخجول والاستعطاف بإسم المقاومة الإسلامية لتحرير فلسطين، لكن بعد قبول حماس رفع شعارها في المؤتمر الصحفي للحرس الثوري الإيراني كشريك للإنتقام من السعودية بعد مقتل قاسم سليماني لم يعد الأمر اعتيادياً يسهل المرور عليه كما سبق. ‏نحن اليوم أمام حقبة جديدة من التوازنات الحزبية الفلسطينية القائمة على التركيبة الفلسطينية الفكرية والمناطقية "العرقية"، ولكن ما يعيق فهمنا لهذه التراكيب هو تغلغل اليساريين في مؤسسات الإعلام الخليجي وتغافلهم "قصداً" لدور الجبهة الشعبية الفلسطينية في تحقيق التوازن الفكري بين حركتي فتح وحماس بما يخدم أجندتها على مستوى بلاد

كراهيتهم للعربية !

لم يتقبل الفلسطينيون ما أوجزته في وصف هويتنا الفلسطينية التي عرّفتها بـ"الهوية المضّطربة"؛ لفهمهم الخاطئ أن الإضطراب أبعاده تتعلق بالطب النفسي، بينما مفهوم استقرار الهوية أو اضطرابها يرجع لنوع الحاضنة لأركانها أو عناصرها الخاصة بها. قد تختلف أركان الهوية من بلد إلى آخر، "ووفق تقديري الخاص" أن هذه الأركان وخاصة عند العرب والمسلمين تتمحور بين ثلاثٍ وهي "الأرض واللغة والدين"، كما ليس من الضرورة أن تتوافق أركان الهوية العربية مع بقية الأمم من غير العرب، فهوية جنوب إفريقيا قائمة فقط على الأرض المتعددة، فتخصيص الأرض لعرق أو للغة أو لدين هو بمثابة إنهيار لدولة جنوب إفريقيا. إن مقارنة ترتيب أركان الهوية الإسرائيلية بالأركان الفلسطينية ضرورة لفهم الأولويات اللازمة لنشأة الدولة بما يتناسب مع معطياتها اللازمة لها، حيث بدأ اليهود بتغذية الركن الديني روحانياً ثم تفعيل الركن اللغوي لحماية الدين، وبعد قيام دولة إسرائيل أصبحت أرض فلسطين هي الحاضنة والغلاف الحامي لركني اللغة العبرية والدين اليهودي. وبعد أن ضاعت الأرض من الفلسطينيين، أعلنوا دولتهم قبل التحرير على أرض لم ت