المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٠

وُلِدتُ بالسعودية

بعض من الشباب الفلسطيني يُغردون على مواقع التواصل الإجتماعي بأنهم مواليد المملكة العربية السعودية التي منحتهم من خيراتها كما لو كانوا سعوديين بالفطرة. موقف رائع وحسن خُلق اكتسبوه من الأرض السعودية العظيمة بمكوناتها الجامعة، على الرغم أنهم الفئة القليلة ولا يتجاوزون عدد أصابع اليد من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين الصامتين وهم من مواليد السعودية أيضاً. لاشك أن الدولة الحاضنة لأركان الهوية لها دور هام في غرس الإنتماء وتنمية الولاء، ولكن لا يمكن التعويل على الولاء المُنبثق من "مكان الميلاد" لمن هم ليسوا من أهل هذه الدولة بسبب ارتباطهم بـ "الضرورة" بالهوية الأم التي تمزقت لظروف قاهرة كاللجوء والنزوح. وهذا هو حال الشعب الفلسطيني، الذي أعاد تاريخ اليهود في شتاته بالصورة المرسومة؛ فما من أرض أو دولة إلا وقد شهدت مواليد لفلسطينيين في جميع أنحاء العالم بإستثناء القطبين الشمالي والجنوبي، وليس غريباً أن يكون ولاء الشعب الفلسطيني من أبناء الجيل الرابع والخامس موزعاً على أكثر من (150) دولة أو نظامٍ سياسي في العالم. وبفعل الظروف السياسية الراهنة، نشهد اليوم أشبه ما يكون بـ "