المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٩

جراجمة القدس

المقدمة: على الرغم أن المؤرخين العرب كانوا على قدر عالٍ من الموضوعية والمنهجية، إلا أن مهمتهم اقتصرت على تدوين الفقه الإسلامي والتاريخ السياسي أكثر من البحث الإجتماعي لتوثيق تاريخ الشعوب والحضارات المجاورة لجزيرة العرب، ممّا مهّد وسهّل طريق المؤرخين المعاصرين إلى توجيه العرب نحو زوايا معينة من التاريخ دون رسم الصورة الواضحة للحقيقة التاريخية مُتكاملة الأركان. فما غُرس في عقولنا حول تاريخ "أرض فلسطين" لا يُمثل الحقيقة التاريخية، فهو الذي ما زال يدور في الفلك الذي رسمه سكان "الجبال المقدسة" في لبنان وفلسطين وسوريا "على الترتيب"، غير أن جميع مراكز الدراسات المقدسية ما زالت محصورة في الإيدولوجيا المسيحية الحاضنة للقومية اليسارية. ولنقتبس هنا بعضاً مما يدّعيه الباحث الدكتور "أندريه كحّالة"، بأن الحكام العرب حالياً ومن سبقهم من الأمويين إلى العثمانيين عملوا جميعاً على تذويب المقاومة التي قادها الجراجمة ما بين القرن السابع الميلادي والرابع عشر الميلادي، وأن عدم شرح مرحلة الاستقلال الذاتي للمردة أو الجراجمة في الكتب المدرسية والجامعية هو عملية