الانتخابات في جنوب افريقيا.. الأجندة الداخلية
عشرون عاماً مضت على نهاية الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، حيث تغلبت فيها الحكومات المُتعاقبة على التحديات التي تعيق نظم الإنتخاب الرئاسي والبرلماني، من أجل تمكين صناديق الإقتراع الشعبية من تعيين رئيس البلاد. ولم تكن مسيرة الديموقراطية نهاية المطاف في جنوب إفريقيا، فكان نتاجها هو تعدد الأحزاب المحلية والتيارات الفكرية. فقد تصدر حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) المشهد السياسي، ثم يليه حزب التحالف الديموقراطي (المعارضة)، وقد أدرك المؤتمر الوطني فوزه في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة (2014) بفارق كبير وملحوظ، وهو ما يضمن للحزب الحاكم الفوز في الدورات القادمة. ولكن التوتر ليس ببعيد عن الحزب الحاكم خشية خروج بعض الأقاليم المحلية من دائرته الإنتخابية، وإنضمامها إلى حزب التحالف الديموقراطي المعارض، كما حدث في إقليم الكاب الغربي (كيب تاون). ويرجع ذلك إلى تدني مستوى أداء الحزب الحاكم خلال السنوات الماضية، مما أدى إلى إنشقاقات بعض كبار قادة الحزب، غير قضايا الفساد التي تلاحق كبار أعضاء الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا. وما هو جدير بذكره أن الحزب الحاكم اعتمد منذ نشأته على عقلانية المذهب، والتي تجمع ...