الفلسفة الجديدة .. دعوة الكويت لإدارة الصراع السوري

أعرب أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد في المؤتمر الرابع للمانحين من أجل سوريا، والذي انعقد في لندن، عن أمله في إيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري ويُخلص العالم من تبعاته المُدمرة، وفي نص كلمته دعا المجتمع الدولي إلى التفكير في "فلسفة جديدة" لتقديم الدعم والمُساعدة للنازحين واللاجئين عبر إعتماد برامج وخُطط تتعلق بالتعليم والصحة والبيئة.
................................................................................
ومن أجل فهم "الفلسفة الجديدة" علينا أن نأخذ بعين الإعتبار أن دولة الكويت استضافت ثلاثة مؤتمرات للمانحين من أجل سوريا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وما حققته الكويت خلالها مجموعة من الإنجازات الإنسانية والمُكتسبات السياسية من أجل سوريا، كما استطاعت الكويت تحديد بعض العقبات التي تقف أمام حل القضية السورية  خلال السنوات الماضية.
.................................................................................
وبذلك يُمكن القول أن الدعوة للبحث عن "فلسفة جديدة" جاءت وفق رؤية الكويتيين بأن سوريا فقدت الدولة والهيبة، ولم يبق منها إلا أُناس على شكل طوابير ينتظرون فرصة اللجوء والنزوح خارج الوطن السوري، أو القتل لمن أراد البقاء في بلاده، وأن "الفلسفة الجديدة" هي من أجل فرض إدارة جديدة للصراع السوري تعمل على إستقطاب حماية عربية ودولية للشعب السوري من وحشية النظام ومليشياته المُقاتلة.
................................................................................
لا شك أن هناك الكثير من الصعوبات التي سوف تقف أمام فلسفة الكويت الجديدة لإدارة ملف الصراع السوري، فالكويت وبشهادة عالمية دولة مانحة للأغراض الإنسانية فقط، وهناك العديد من الدول تربط بين المنح المالية بمشاريعها الإقتصادية وطموحاتها السياسية، ويُمكن تفادي هذه الصعوبات من خلال التنسيق بين الدول العربية على تسليم الملف الإنساني في سوريا لدولة الكويت، وذلك لأهليتها على المستوى العالمي وقبولها من جميع الأطراف على الأغلب، وما هو جدير بذكره نموذج جنوب السودان، حيث حرص المانحون على تقديم المعونات المالية والخدمات السياسية قبل إنفصاله عن شمال السودان، وما حدث بعد الإنفصال هو تخلي جميع المانحين عن حكومة جنوب السودان بعدما انخرط أهلها بحرب أهلية بين قبائل جنوب السودان.
................................................................................

والسؤال الذي يتبادر في ذهن القارئ حالياً يدور حول القدرات العربية في فرض إدارة جديدة للصراع السوري من حيث الشؤون الإنسانية لتكون دولة الكويت راعية للملف الإنساني السوري، والإجابة أن ما حققه التحالف العربي في اليمن وخطواته نحو سوريا بقيادة المملكة العربية السعودية قد فرض الهيبة العسكرية والسياسية أمام المجتمع الدولي، والأمر ليس بحاجة إلا لجهود عربية حقيقية للتنسيق حول إدارة الملف الإنساني السوري من خلال فرض المناطق العازلة لحماية الشعب السوري من آليات التدمير والقتل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جراجمة القدس

الفسيفساء الفلسطينية

الشؤم الفلسطيني