أهمية إفريقيا في القمة العربية بالكويت
ليس من
الضرورة أن تكون الشراكة في الهوية والعرق سبباً لنكون في طريق واحد، فما يجمعنا
مع مسلمي آسيا أكثر مما يجمعنا مع الأفارقة، ولكن الطبيعة الجغرافية جعلت العرب
والأفارقة على شراكة حدود سياسية وموارد طبيعية، وإذا لم يتفق العرب مع جوارهم
الإفريقي على هدف واضح يقودهم إلى حدود آمنة وموارد للجميع في ظل المتغيرات الحاصلة،
فسوف تشهد المنطقة توتر حاد قد يُجَرد الشمال العربي من قارة إفريقيا أمنه
وإستقراره.
ويُمكن القول أن دولة الكويت تسلمت
زمام الشأن العربي وإرتباطاته الإفريقية، ففي عاصمتها سوف يجتمع العرب في قمة
عربية بعد أن جمعتهم الكويت في قمة مع الأفارقة، وما هو المطلوب من العرب ومن
الكويت خاصةً أن تضع الشأن الإفريقي على طاولة الحوار العربي، حيث ندرك جميعاً أن
مجموعة من المتغيرات أخذت الساحتين العربية والإفريقية، وقد تتحول إلى عوامل مؤثرة
على الأمن القومي المُشترك بينهما، والتنبه لها قد يَحول دون سلبيتها على الجميع.
وقبل الخوض في المتغيرات والعوامل،
نقول أنه على الرغم من أن بعض القضايا العربية لها إرتباط وثيق بالجوار الإفريقي،
بل جزء منها أصبح شأنه إفريقي أكثر منه عربي، ومع ذلك لم تكن محض إهتمام العرب، ويرجع
ذلك لثلاثة أسباب هامة وهي:
أولاً: إعتماد العرب شبه كلياً على رعاية (ضبط)
مصرية للشأن الإفريقي، ولكن انشغلت مصر عن إفريقيا، وذلك لغياب الخارجية الأمريكية
عن الساحة الإفريقية.
ثانياً: عدم مراقبة التوغل الروسي والصيني،
والتسلل الإيراني والإسرائيلي إلى إفريقيا، ودراسة المؤثرات على المنطقة العربية، وذلك
لعدم مبالاة العرب بما يحدث في جارتهم الإفريقية.
ثالثا: ضعف العلاقات الإقتصادية بين العرب
والأفارقة، والناتج عن سوء التواصل الإعلامي العربي مع الأفارقة ورسم صورة مغلوطة
تقليدية عن الأفارقة.
لذلك نأمل من دولة الكويت أن تطرح
الشأن الإفريقي بجدية في القمة العربية، للعمل على إيجاد منظومة عمل مستقلة لا
تخضع لسياسات الدول العظمى. وعلى الرغم من توجه الجميع نحو إفريقيا، فما زالت
الساحة تتسع للمزيد، وقد يتميز الشرق الإفريقي بالهوية الإسلامية وشبه العربية،
ولكن من هم السّباقون إلى القرن الإفريقي مع الرغبة الأمريكية للتوجه نحو القارة
الإفريقية، وقد يكون شرقها محطتهم.
وقد يكون التوجه العربي نحو روسيا،
والتطلع الأمريكي نحو القارة الإفريقية بمثابة المتغيرات المؤثرة على الساحة
المشتركة بين العرب والأفارقة، غير تحولات العسكرة الإفريقية وأثرها على الهوية
العربية والإسلامية في إفريقيا.
تعليقات
إرسال تعليق